الشركات الرأسمالية واستغلال الاطفال
أكثر من ٢٠ ألف طفل في الهند يعملون في مناجم الميكا mica والتي تشحن لشركات تجميل غربية مثل لوريال و إستي لودر وبوبي بروان وLush، حيث يفضل ملاك المناجم تشغيل الأطفال الذين يسهل عليهم النزول لحفر ضيقة لإستخراج الميكا كما أن أجرتهم أقل من أجرة البالغين ولاتتجاوز عادة ٥٠ سنت في اليوم.
يبدأ بعض الأطفال في جهارخاند في الهند ومدغشقر العمل في مناجم الميكا في سن الخامسة ويتعرضون لمخاطر الإنهيارات الأرضية والتسمم بالمعادن وفي أحسن الظروف فهم يعانون بالإضافة للتسرب من التعليم إلى الإجهاد الجسدي والعقلي الناتج من العمل لساعات طويلة تحت ظروف صعبة.
لا تبالي الشركات بمعاناة وظروف عمل الأطفال في المناجم مادامت توفر لهم المواد الخام بأسعار منخفضة.
وفق لتقاير أخبارية من البي بي سي والسن دا تايمز عن مزارع الشاي بكينيا وملاوي والتي تملكها شركات بريطانية، تتعرض النساء العاملات للتحرش والإغتصاب من قبل المشرفين على العمال ورغم علم الشركات بما يحصل نادر ما يواجه المشرفين أي عواقب.
ويبدو أن مدراء هذه الشركات لا يبالون ويجدون صعوبة بالتعاطف مع عاملات أفريقيا والآتي يجبرون على العمل ١٢ ساعة متواصلة وبدون إستراحة مقابل ١٠٠ باوند إسترليني شهريا، لا تبالي الشركات الأجنبية حتى بوضع قوانين داخلية تحمي العاملات من الاعتداءات وتسهل التبليغ عن الانتهاكات دليل على الإستهتار بحياة المرأة العاملة وخاصة المرأة في الجنوب العالمي.
وفي عام ٢٠٢١ تم توجيه دعوى قضائية ضد شركة نستلة وهيرشي ومارس بتهم الاتجار بالأطفال وإجبارهم على السخرة.
تم الكشف عن أطفال لا تتجاوز أعمارهم خمس سنوات يعملون في المزارع التي تزود شركات الحلويات العملاقة بحبوب الكاكاو.
وفي عام 2000، كشفت تقارير صحفية أن جمع وحصاد نبات الكاكاو قد تُرك كليًا للأطفال، الذين يعملون دون أجر ويعيشون في نير العبودية وبمثابة سجناء مجبرون على قضاء حوائجهم في حاوية أو على سطح منزل ويعانون من سوء التغذية، و يباع الأطفال مقابل 30 دولار للطفل أو يُخطفون ويعتقد هؤلاء الأطفال في البداية أنهم سيحصلون على عمل بمقابل مالي.
ولا يزال قرابة 300 ألف طفل يعلمون كعبيد في مزارع الكاكاو في ساحل العاج فيما يرتفع الرقم بحسب دراسة لجامعة تولين الأمريكية، إلى 1,8 مليون طفل بإضافة الأطفال في غانا.
لا تتورع الشركات الرأسمالية عن استغلال الأطفال والعمال والبيئة وتسخير كل ما يمكن تسخيره بالمال أو بالقوة أو حتى بالسلاح لتوسيع نطاق سيطرتها على الأراضي الغنية بالموارد مما يضمن لها مضاعفة أرباحها بشكل مستمر.
عمل بالسخرة وأجور متدنية وبلا رعاية صحية ولا توفير مساكن وفي ظروف عمل قاسية هكذا يتراكم رأس المال في الشمال العالمي الذي يضمن لهم استمرارية الهيمنة والتفوق التكنولوجي والعسكري على حساب استغلال وتفقير شعوب الجنوب العالمي.
ونحن كمستهلكين نتحمل جزء كبير من مسؤولية استمرار هذا الاستغلال لذلك يجب علينا أن نقاطع هذه الشركات التي يثبت عليها استغلال الأطفال أو تشغيل العمال في ظروف عمل غير انسانية أو يثبت تورطها في تسليح وتغذية الصراعات من حولنا.