متلازمة تكيس المبايض PCOS
ما هي متلازمة تكيس المبايض PCOS ؟
هي اضطراب هرموني شائع يصيب امرأة واحدة من كل 10 نساء تتراوح أعمارهن بين 15 و 44 عامًا، والذي يتميز بشكل رئيسي بالاختلالات في الهرمونات التناسلية والإندروجينات الزائدة، وهرمون الذكورة الذي يؤثر سلبًا على الخصوبة والقدرة على الإباضة، فقد لا تنضج البويضة المنطلقة في المرحلة الأولى من الجريب كما ينبغي أو قد لا يتم إطلاقها خلال مرحلة التبويض الثانية، فينتج عدد أكبر من البصيلات المتجمعة (الجيوب المليئة بالسوائل على المبايض التي تطلق البويضات عند الإباضة في الحالة الطبيعية) كما هو موضح
مبيض نموذجي مقارنة بمبيض في شخص مصاب بمتلازمة تكيس المبايض.
عن الأكياس الموجودة على المبيضين؟
من المهم معرفة أن هذه التكيسات التي تظهر في متلازمة تكيس المبايض قد لا تكون تكيسات على الإطلاق، بل مجرد عدد متزايد من البصيلات التي يمكن أن تكون طبيعية تمامًا في بعض الحالات ويمكن رؤيتها عند النساء حتى بدون متلازمة تكيس المبايض، لذلك فإن مصطلح "متعدد التكيسات" مضلل، وهو أحد الأسباب الرئيسية لوجود الكثير من الجدل حول تغيير اسم "متلازمة تكيس المبايض" إلى اسم أكثر دقة.
الأعراض الشائعة:
- تساقط الشعر أو الصلع.
- الصداع المزمن.
- حب الشباب اسفل الوجه.
- مشاعر القلق والاكتئاب (التي من المحتمل أن تكون ناتجة عن اختلال التوازن الهرموني).
- سواد او اسمرار الجلد في مناطق معينة.
- صعوبة النوم أو توقف التنفس أثناء النوم.
- نمو الشعر الزائد (الشعرانية- يؤثر على ~ 70٪ من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض) خاصة على الوجه.
- الزوائد الجلدية- الجلد الزائد في منطقة الإبط أو الرقبة.
- آلام الحوض.
- زيادة الوزن (خاصة حول الخصر).
- عدم انتظام الدورة الشهرية بما في ذلك التبقع (تخثر الدم) ومن الممكن أن تصل الى العقم.
ماهي الأسباب ؟
السبب الكامن وراء متلازمة تكيس المبايض غير معروف حتى الآن. يعتقد على حسب ما توصلت اليه الأبحاث والعلم التراكمي أن عدة عوامل -بما في ذلك الوراثة- تلعب دورًا في تطور المتلازمة فقد أظهرت دراسة نشرت في مجلة Nature Medicine أن البنات اللواتي وُلدن لنساء مصابات بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS) أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب بخمس مرات مقارنة بالبنات اللواتي ولدن لنساء لا يعانين من هذه المتلازمة.
من المهم الالمام بالأنواع المختلفة من متلازمة تكيس المبايض، فيمكن أن تؤثر متلازمة تكيس المبايض على كل شخص بشكل مختلف، ومعرفة نوع متلازمة تكيس المبايض هي خطوة مهمة لعلاج الأعراض وشفائها.
من أجل علاج متلازمة تكيس المبايض بشكل فعال وعكس الأعراض بشكل طبيعي، نحتاج إلى معرفة نوع متلازمة تكيس المبايض التي تتعامل معها. تشمل الأنواع الأربعة من متلازمة تكيس المبايض ما يلي:
١- المقاومة للأنسولين
وهو النوع الأكثر شيوعاً لمتلازمة تكيس المبايض حيث يؤثر على أكثر من 70% من المصابات فالأنسولين هو هرمون ينظم عملية التمثيل الغذائي وينظم الجلوكوز في الدم لتحويله إلى طاقة. تحدث مقاومة الأنسولين عندما لا تستجيب خلايا الجسم بشكل طبيعي للأنسولين فتصبح مستوياته في الدم أعلى من المعتاد وتتراكم، يمكن للنساء اللواتي يعانين من هذا النوع من متلازمة تكيس المبايض أن يعانين من جميع الأعراض التقليدية له مثل عدم انتظام الدورة الشهرية ونمو الشعر الزائد (الشعرانية) وحب الشباب وزيادة الوزن وتساقط الشعر. ونظراً لوجود مقاومة للأنسولين، فإن هؤلاء النساء هن أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني خلال حياتهن. أفضل طريقة لاختبار مقاومة الأنسولين هي قياس هرمون الأنسولين (وليس الجلوكوز). إذا كان الأنسولين مرتفعاً، عندها فإن الأنسولين المرتفع هو الذي يقود الأندروجينات في جسمك، ويصبح لديكِ إصابة بمتلازمة تكيس المبايض المقاومة للأنسولين .علاج متلازمة تكيس المبايض المقاومة للأنسولين من خلال اتباع نظام غذائي وممارسة التمارين الرياضية وتناول المكملات الغذائية مثل المغنيسيوم والإينوسيتول والميتفورمين لخفض نسبة السكر في الدم والمساعدة في استعادة حساسية الأنسولين.
٢- ما بعد تناول حبوب منع الحمل
تحدث متلازمة تكيس المبايض بعد تناول حبوب منع الحمل لدى بعض الأشخاص بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل. في هذا النوع، الأعراض مثل حب الشباب وعدم انتظام الدورة الشهرية ونمو الشعر الزائد غير موجودة قبل بدء حبوب منع الحمل على الإطلاق، غالبًا ما تكون حبوب منع الحمل مثل جينيت وياسمين وياز في هذا النوع من متلازمة تكيس المبايض بسبب نوع البروجستينات الاصطناعية المستخدمة، بعد التوقف عن تناولها يتأثر المبيضان بالانتاج الطبيعي لهرمونات الانوثة وتصاحبه زيادة طبيعية في الأندروجينات التي يمكن أن تسبب أعراض تكيس المبايض.
٣-متلازمة تكيس المبايض الكظرية
يرجع هذا النوع إلى استجابة غير طبيعية للضغط والإجهاد والتوتر ويؤثر على حوالي 10% من الذين تم تشخيصهم. عادةً ما يتم ارتفاع DHEA-S (نوع آخر من الأندروجين من الغدد الكظرية) بمفرده، ولا يتم رؤية مستويات عالية من هرمون التستوستيرون.
٤-متلازمة تكيس المبايض الالتهابية
يتسبب الالتهاب المزمن في إنتاج المبيضين لهرمون التستوستيرون الزائد مما يؤدي إلى أعراض جسدية ومشاكل في الإباضة. تشمل علامات الالتهاب الصداع وآلام المفاصل والتعب غير المبرر ومشاكل الجلد مثل الأكزيما ومشاكل الأمعاء مثل القولون العصبي وارتفاع علامات الالتهاب في فحص الدم.
٥-أسباب خفية لمتلازمة تكيس المبايض
هناك أمور تمنع الإباضة مثل تناول الكثير من الصويا، أمراض الغدة الدرقية، النظام الغذائي النباتي، نقص اليود، المحليات الصناعية، والنظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات .كما تعد صحة القناة الهضمية مهمة أيضًا ولا ينبغي إغفالها عند النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض. فمن المرجح أن تعاني النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من خلل في البكتيريا الجيدة والسيئة في أمعائهن، ولهذا السبب غالبًا ما يتم تشخيص متلازمة القولون العصبي ومتلازمة تكيس المبايض معاً.
قد تزيد متلازمة تكيس المبايض من خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية الأخرى مثل :
-داء السكري: أكثر من نصف النساء المصابات بمتلازمة تكيّس المبايض يصبن بمرض السكري أو مقدمات السكري من النوع الثاني قبل سن الأربعين.
-ضغط الدم المرتفع: تكيس المبايض يرفع خطورة الإصابة بارتفاع ضغط الدم مقارنة بالنساء غير المصابات وارتفاع ضغط الدم يعتبر سبباً رئيسياً لأمراض القلب.
- الكولسترول غير الصحي: غالبًا ما يكون لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض مستويات أعلى من كوليسترول LDL (السيئ) ومستويات منخفضة من كوليسترول HDL (الجيد). يزيد ارتفاع الكوليسترول في الدم من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
- توقف التنفس أثناء النوم: تعاني العديد من النساء المصابات بتكيس المبايض اللاتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة من توقف التنفس أثناء النوم مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري. وأيضاً يعانين من الأرق والقلق المزمين الذين يعملان على تخريب وقطع دورة النوم بسبب حالة التأهب الدائمة للجسم.
- الاكتئاب والقلق: نتيجة اختلال الهرمونات والمعادن والآثار المصاحبة للأدوية.
- سرطان بطانة الرحم: تزيد مشاكل الإباضة والسمنة ومقاومة الأنسولين ومرض السكري (جميعها شائعة عند النساء المصابات بالـ PCOS) من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم (بطانة الرحم أو الرحم).
التشخيص:
- الفحص الجسدي للأعراض الظاهرة على الجسم مثل البقع والشعر الزائد.
- فحص الحوض للبحث عن علامات زيادة هرمونات الذكورة التي قد تسبب تضخم البظر وتضخم المبايض أو انتفاخها.
- الموجات فوق الصوتية للحوض (سونوجرام) لفحص المبيضين بحثًا عن التكيسات وفحص بطانة الرحم بالمنظار.
- اختبارات الدم للتحقق من مستويات هرمون الأندروجين وهرمون الانسولين والبروجيسترون والاستروجين وهرمون الحليب واختبار مستويات الكوليسترول واختبار مرض السكري وأيضًا الهرمونات الأخرى المتعلقة بمشاكل صحية أخرى التي يمكن الخلط بينها وبين متلازمة تكيس المبايض مثل مرض الغدة الدرقية.
ماذا عن خطة العلاج ؟
إلى وقتنا هذا ولسوء الحظ لا يوجد علاج لمتلازمة تكيس المبايض، ولكن يمكن لأخصائي الغدد الصماء وصف أدوية لإدارة الأعراض من خلال خطة علاج محددة بناءً على أعراضك مثل:
1- حبوب منع الحمل: للمساعدة في تنظيم الهرمونات ولكنها لا تعالج السبب الكامن وراء متلازمة تكيس المبايض، بل تزود الجسم بالهرمونات الاصطناعية مثل البروجسترون والاستروجين التي تخفي الأعراض مؤقتًا.
2- إنزال الوزن الزائد: لخفض نسبة السكر في الدم واستعادة حساسية الأنسولين وقد تساعد بعض المكملات الغذائية مثل المغنيسيوم والإينوسيتول والميتفورمين على ذلك.
3-النظام الغذائي: الأكل الصحي، زيادة البروتين تقليل الدهون والكارب والصوديوم .
4- التمارين الرياضية: تعتبر التمارين الرياضية "الخفيفة" عامل مساعد على تنظيم الهرمونات والحفاظ على وزن صحي.
5-الابتعاد عن الإجهاد ومسببات القلق والتوتر: قد تساعد بعض المكملات الغذائية مثل المغنيسيوم وفايتمن ب5 على ذلك وايضاً تعتبر ممارسة بعض الأنشطة التي تساعد على الاسترخاء كاليوقا والمشي وغيرها مفيدة.
6-علاج الإلتهابات.
7- أدوية لحب الشباب.
8- علاج للشعر الزائد.
-متلازمة تكيس المبايض والحمل:
الإصابة بتكيسات المبايض تسبب اختلالات هرمونية تتعارض مع نمو وإطلاق البويضات من المبايض. هذه المتلازمة تفرض مخاطر أعلى للإصابة بمضاعفات الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل وسكري الحمل والإجهاض وتكون هذه المخاطر عالية بشكل خاص إذا كان هناك سمنة مصاحبة.
نقد نسوي للنظام الصحي واهمال دعم الأبحاث المتعلقة بأمراض النساء:
لاتزال الأبحاث بطيئة حول هذه المتلازمة فلا يعرف حتى اللحظة الأسباب المؤدية لها رغم كونها اكثر المشاكل النسائية شيوعاً فالعلاج الطبي غالبًا ما يكون مقاسًا واحدًا يصرف للجميع من غير مراعاة لاختلاف الأوزان والتاريخ المرضي وكذلك اختلاف انواع محفزات المتلازمة وكذلك الامتناع عن اجراء منظار الرحم عندما يتطلب فحص داخل الرحم عند وجود تكيسات على قنوات فالوب مما يعرض المريضة لخطر السرطانات والعقم ومتلازمة بطانة الرحم المهاجرة والنزيف وغيرها، ويكتفون بالسونار لفحص التكيسات بجانب فحص الدم والهرمونات ويباشرون بخطة علاج تجريبية دون ضمان فاعليتها بل أن بعض الممارسين الصحيين قد يمارسون تصرفات غير أخلاقية مع المريضات كأن يسألون المريضة عما إذا كانت تريد العلاج للحمل أم لا! وعند إجابتها بلا يتم إهمال شكواها والاستهتار بعلاجها بل وقد لا يتم علاجها مستغلين جهل المريضة بمشكلتها كذلك قد يشير بعضهم إلى الوزن الزائد والتلميح بكسل المريضة، لأن فقدان الوزن في متلازمة تكيس المبايض أمرًا صعبًا للغاية بدون خطة تغذية ملائمة لكل حالة، لأن أحد الأعراض شيوعاً هو زيادة الوزن ويكون مصاحب للأدوية والاختلالات الهرمونية المختلفة وكذلك المعادن. وهذا بالتأكيد لا يمكن عزله عن نتائج أبويّة المؤسسات البحثية والصحية.